القائمة الرئيسية

الصفحات

نظرة الصوفية إلى التصوف على أنه الإحسان هو مذهب باطل




منزلة الإحسان من الدين:

مرتبة الإحسان هي أعلى مراتب الدين، من بلغها فإنه بلغ أعلى مراتب الدين، وقبلها مرتبة الإيمان، وقبلها مرتبة الإسلام.

فالدين على ثلاث مراتب: الإسلام ـ والإيمان ـ والإحسان، وكل مرتبة لها أركان، والإحسان أعلاها، فالإسلام يمثل أعمال الجوارح، والإيمان يمثل أعمال القلوب، والإحسان إتقان تلك الأعمال، وحسن أدائها، مع كمال التوجه بها إلى الله سبحانه وتعالى.

والإحسان في العبادة له مرتبتان:

الأولى: أن يعبد الإنسان ربه كأنه يراه عبادة طلب وشوق، ورغبة ومحبة، وهذه أعلى المرتبتين.

الثانية: إذا لم تعبد الله كأنك تراه فاعبده كأنه هو الذي يراك، عبادة خائف منه، هارب من عذابه وعقابه، معظّم له ولأمره.

والناس متفاوتون في هذه الدرجات والمنازل.

فالحب لله يولد الشوق والطلب، والتعظيم يولد الخوف والهرب، وفي هذا كمال العبودية لله، وكمال الحب له، وكمال التعظيم له، وهذا هو الإحسان في عبادة الله سبحانه، كما قال سبحانه: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ[لقمان: 22].

فإذا كان هذا هو مفهوم الإحسان عند أهل السنة والجماعة، فما مفهوم الإحسان عند الصوفية؟ وكيف جرهم للقول بالفناء ووحدة الوجود وغيرها من موبقات الأقوال والأفعال؟ هذا ما سنعرض له في الكلمات التالية:

الإحسان عند الصوفية:

يشيع الصوفية بين الناس أن التصوف هو قمة الإسلام والإيمان، ومنتهى التقى والورع، وأن التصوف هو مقام الِإحسان! وقد انطلت هذه الخدعة على الناس وصدقوها، حتى لو قلت لأحدهم: إِن في التصوف بدعًا وشركًا وخرافات، لثار عليك واتهمك الاتهامات التي لا تخطر لك على بال، رغم أَنه ربما لا يكون صوفيًّا، ولكنه اقتنع بالخدعة وانطلت عليه ذيولها.

ولو جئت لأحدهم بدراسة عن صوفية ابن عربي مثلًا، أو ضلالات ابن سبعين، أو عرضت عليه طبقات الشعراني، لسمعت من يقول لك: هذا مدسوس على الصوفية، أَو لسمعت من يقول: هذا شيء لا يدين به الباقون، أو لسمعت: هذا كان فيما مضى من الزمان، ولم يبق له أثر، أو تسمع من يقول: الصوفية الآن لا يعرفون هذه الأمور ولا يفهمونها، أو هذا يعرفه بعضهم ويجهله الآخرون، وإن كانت الدراسة حول صوفي غير مشهور، فسيكون الجواب: هذا مندس على الصوفية، مدعٍ لها، والصوفية الحقة بريئة منه ومن أمثاله، والصوفية الحقة هي قمة الِإسلام والِإيمان ... ولو أتيتهم بنصوص صوفية للغزالي مثلًا، وبرهنت لهم على صحتها وصحة نسبتها إلى قائلها، وأريتهم مواضع الخطأ فيها، فالجواب الذي ستسمعه: هذا كلام له تأويل! أو يجب أن نؤوله! أو هذا كلام لا نفهمه! أو ... أو ... إِلخ.

ومن ذلك سوء فهمهم لمنزلة الإحسان، كلفظ شرعي جاء في الشرع المطهر، فاستخدموه تكأة للوصول لأغراض وضلالات خبيثة جرهم إليها جهلهم وسوء قصدهم.


مصطلح الإحسان عند الصوفية ودلالاته:


الِإحسان عند الصوفية هو التحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي: رؤية الحق موصوفًا بصفاته بعين صفته، وقد ورد عند السراج الطوسي على معنى أن تعبد الله كأنك تراه، بدوام المراقبة والمشاهدة بالإيمان واليقين، وذكره عبد الرزاق الكاشاني على معنى رؤية الرب نفسه في عبده، ورؤية العبد نفسه في ربه كالمرآة يرى الناظر فيها نفسه، فالإحسان رؤية الحق موصوفًا بصفات العبد(، على ما سيأتي تفصيله.

ولذا يفسرون (الِإحسان) بأنه الفناء في الذات، أو استشعار الألوهية وتذوقها، وبالتالي معرفة وحدة الوجود استشعارًا وذوقًا وتحققًا، وغايتهم هي (وحدة الوجود)، وهي أسمى غاية عند الصوفية وهدف جميع طرقها؛ والوصول إلى ذوقها هو ما يسمونه: (الِإحسان).

ويقول أحمد زيني الدحلان: (قال أهل المعرفة: إن تجلّي الحق سبحانه وتعالى على الدوام، ولا يمنع من ظهور أنوار التجلي إلا الاشتغال بالسِّوَى والإقبال على الغير، فلذلك يأمر الأشياخ المريدين بذكر (لا إله إلا الله)؛ لأنها مكنسة الأغيار، فإذا ذهب السِّوَى ظفر بالمولى، فالحق سبحانه وتعالى ليس بغائب، إنما الغائب أنت لاشتغالك بسواه، فأحضر قلبك تكن كأنك تراه، وهذا هو مقام الإحسان، فإن لم تكن تراه فإنه يراك)(.

وقال علي وفا: (ما عبد الله أحدٌ إلا على الغيب، لكن فتح لك الشرع الذوقي، في الذوق الشرعي المحمدي بابًا إلى الجمع، بأن تشهد كل شيء من معبودك، حتى عبوديتك، فتراه هو الذي يجري الأحكام عليك، ويقيمها فيك بقيوميته، فتصير عند شهودك هذا تعبده كأنك تراه، لأنك لو رأيته، رأيته وجودك القائم بجميع صفاتك، وسمى اللسان المحمدي هذا الشهود مقام الإحسان، وليس بعده إلا مقام الإيقان، وهو العيان).

ويؤكد السراج الطوسى (ت:387هـ)، أن معنى الإحسان الوارد في الحديث، هو المعنى عند الصوفية وأن معنى قوله: أن تعبد الله كأنك تراه، يكون بدوام المراقبة والمشاهدة بالإيمان واليقين، وينكر على من قال بخلاف ذلك، يقول: (بلغني عن جماعة من أهل الشام، أنهم يدعون الرؤية بالقلوب في دار الدنيا، كالرؤية بالعيان في دار الآخرة، ولم أر أحدًا منهم، ولا بلغني عن إنسان، أنه رأى منهم رجلًا له محصول)، ثم يبين أن الصوفية أشاروا برؤية القلوب، إلى التصديق والمشاهدة بالإيمان وحقيقة اليقين، وأنه ينبغي أن يعلم العبد أن كل شيء رأته العيون في الدنيا من الأنوار، أن ذلك مخلوق، ليس بينه وبين الله تعالى شبه، وليس ذلك صفة من صفات الله، بل جميع ذلك مخلوق

ويذكر الكاشاني (ت:735هـ) للإحسان في عرف الصوفية معنى مغايرًا للمعنى السابق البسيط، ينبثق من مدرسة وحدة الوجود، فالإحسان عندهم يدل على رؤية الرب نفسه في عبده، ورؤية العبد نفسه في ربه، كالمرآة يرى الناظر فيها نفسه، والمحسن هو الذي يرى الحق موصوفًا بصفات العبد، فيراه العبد وراء حجب صفاته بعين صفاته، لأنه في عين اليقين، فلا يرى الحقيقة بالحقيقة، لأنه تعالى هو الرائي وصفه بوصفه.

يقول الكاشاني: إنما يكون الرائي هو الحق، ولا يكون للعبد أثر حيث يسلبه آثار أوصافه عنه بأوصافه، بأنه الفاعل فيه منه لا هو، وإذا استحال أن ترى شيئًا سواه غير قائم به، فالكل تعيناته، فلا شيء يوصف مما سواه، بأنه عينه أو أنه غيره، فنقلوا المعنى من رؤية المراقبة، إلى رؤية الله متعينًا في جميع الأشياء

كيف يصل الصوفي لمقام الإحسان؟

يدعي الصوفية أن أصل الأمر وتمامه يكون بوصول العبد إلى مقام الجمع، أو الفناء في الله، أو الحضور بالله، أو الوجود، أو الإحسان، أو الحرية، ولذلك يعمل الشيخ على حقن المريد بعواطف وأماني تدور كلها حول رؤية الأنبياء والملائكة، ثم العروج إلى الله (جل وعلا)، ثم الفناء فيه، أي: التحقق بالألوهية، وهو مقام الجمع الذي تبدأ رؤاه بشكل (حال)، ثم تتطور حتى تصير (مقامًا)، وتعني كلمة (الجمع) أي جمع الخالق والمخلوق في وحدة واحدة.

وفي هذا المقام تنطلق العبارات المخيفة مثل: (أنا الله، سبحاني، لا إله إلا أنا ...)، وما شابهها، وهي عبارات تقود قائلها إلى سيف الردة، وتدفع المسلمين للانتفاض على الصوفية والقضاء عليها، مهما كانت غفلتهم، لذلك يعمل الشيخ على إيصال المجذوب إلى مقام البقاء.

ويستمر السالك على المجاهدة، وتتكرر المحاضرات وتتطور حتى يرى المجذوب في إحدى جلساته مع الله (جل وعلا) أن الله سبحانه يدمجه في اسم من أسمائه، أو في مكان ما من ذاته (سبحانه عما يصفون)، وهذا ما يسمونه: (المكاشفة)، ويسمونه: (الفناء في الله)، وهذا ما يسميه بعضهم: (الإحسان).

ويستمر السالك على المجاهدة، ويتطور الفناء في الله، ويزداد عمقًا ونشوة ولذة، وينتقل من اسم إلى اسم، وهذا التدرج ليس ضروريًّا دائمًا، حتى يصل إلى الفناء في الاسم (الرب) أو (الرحمن) على اختلاف بينهم، وهذا الاسم هو أعلى الصفات الإلهية عندهم، فيكون قد وصل إلى قمة المكاشفة، ومع ذلك فليس هذا هو الغاية، إن الغاية هي التحقق بالاسم (الصمد) أو (الله) ... إلخ هذا الهذيان نعوذ بالله من الضلال.

يقول الشيخ سعيد حوى رحمه الله: (... وبشكل عام، فإن السائر إلى الله ليصل إلى مقام الإحسان، فإنه يمر على ما يسميه الصوفية (الفناءات)، والفناء في الأفعال بأن يحس الإنسان أن كل شيء فعلُ الله، والفناء في الصفات بأن يستشعر الإنسان صفات الله عز وجل، والفناء في الذات، وهو أن يستشعر الإنسان أولية الذات الإلهية وصمدانيتها.

ومتى استقر في هذا المقام أحس بمقام الإحسان، ويحاولون في هذه الحالة أن ينقلوه إلى مقام (المشاهدة مع رؤيته الخلق)، وهذا الذي يسمونه مقام (البقاء)، وقد تكون النقلة سريعة إلى الفناء في الصفات مباشرة، أو قد تكون إلى الفناء في الذات مباشرة، ثم يبدأ السالك يستشعر ما سوى ذلك)(

ومع مثابرة المريد أو السالك على المجاهدة، يقفز إلى الاندماج في الذات الإلهية كلًّا في كل (تعالى الله عما يفترون)، فيرى نفسه أنه هو الله (سبحان الله) بجميع أسمائه وصفاته! وهذا ما يسمونه: (المشاهدة)، أو (الجمع)، أو (الفناء في الاسم الأعظم)؛ الله، الجامع لكل الأسماء والصفات، وعدّه بعضهم هو (الإحسان).

وهذه المشاهدات (أو الهلوسات) هي ما يعبرون عنها بمثل قول عمر السهروردي: (وربما يتراءى له أنه بالله يصول، وبالله يقول، وبالله يتحرك، فقد ابتلى بنهضة النفس ووثوبها، ولا يقع هذا الاشتباه إلا لأرباب القلوب وأرباب الأحوال، وغير أرباب القلب والحال عن هذا بمعزل، وهذه مزلة قدم مختصة بالخواص دون العوام فاعلم ذلك) أو بمثل قول الغزالي: (وبعضهم يدعي أمورًا عظيمة في المعرفة بالله عز وجل)، أو بمثل قول الجيلاني: (هم أبدًا في سرادق القرب، فإذا جاءت نوبة الحكم كانوا في صحن الحكم)(

ومع استمرار إيحاءات الشيخ وتوجيهاته، وغرس الطموحات الوثابة في نفس الولي، ومع تكرار مشاهدة الاندماج في الله (سبحان الله عما يصفون)، يتعمق الشعور بالألوهية ويترسخ، وقد يدفعه هذا إلى البوح بالسر أثناء صحوه، فيقع في المحذورات التي تجر عليه وعلى طائفته الويل والثبور، لذلك يأخذون بأهون الشرَّين، فإذا فُضِحَ أمره وحَكَم عليه أهل الظاهر (الشريعة) بالكفر، حكموا عليه هم أيضًا بالكفر، وإذا أفتى أهل الظاهر بقتله، أفتوا هم أيضًا بقتله، مع إيمانهم بأنه صديق ولي مقرب، لكن بعض الشر أهون من بعض ... نسأل الله العفو والعافية والمعافاة وأن يجنبنا طرق الغواية.

لقد استطاع الغزالي أن يمزج التصوف بالإسلام، ويجعل الآخرين يعتقدون أنهما شيء واحد، وتبعه مثقفو المتصوفة على هذا النهج، وشيئًا فشيئًا، فَشَا هذا في الأمة، إلا من رحم ربك، وشيئًا فشيئًا، أصبح الإشراق وعلم الكلام آلة لاستنباط العقائد والعبادات في الإسلام، وشيئًا فشيئًا، جعلوا التصوف قمة الإسلام، وقبلوا تسميته (الإحسان)!

ولهذا السبب أطلقوا على الغزالي لقب حجة الإسلام، ولهذا السبب جعلوا كتابه: (إحياء علوم الدين) كتابًا شبه مقدس، ففي كل بلاد المسلمين، نرى من يسمعون العلماء وأتباعهم، يقرؤون القرآن للتبرك، ولترديد كلمة (الله)، عندما يقف القارئ على الآي، يمطونها ويكررونها! وكأنهم لم يقرؤوا قوله سبحانه: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204]، وصاروا يقرؤون: (الإحياء) و(الرسالة القشيرية) و(الحكم العطائية)، وغيرها من كتبهم ليطبقوها ويتخذوها منهجًا من دون القرآن والسنة، وأحسنهم طريقة من يشرك كتب التصوف بالوحي المحمدي، يأخذ منها اعتقاداته وعباداته، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وبعض الطرق الصوفية لا تزيد عن كونها أسلوبًا ذكيًّا لاستدراج المسلمين وجرهم إلى نقمة حكمة الإشراق، وإلى ضلالات الكهانة والكهان؛ إلى تلبيسات الخوارق الشيطانية، وخرافات العلوم اللدنية، إلى الوهم الذي سموه معرفة، والكفر المموه الذي سموه توحيدًا، إلى الصوفية التي سموها (الإحسان)

وختامًا العمل الصالح هو الإحسان:

إن نظرة الصوفية إلى التصوف على أنه الإحسان هو مذهب باطل، وقول بلا علم، وقولة حق أريد بها باطل، يتعلقون بلفظ نبوي، ويصلون منه إلى أفعال شركية، تضاد ما جاء به الشرع المطهر، لذا يجب علينا أن ننتبه إلى أن الألفاظ الشرعية لابد أن تُعرف دلالاتها ومقاصدها، وألا يأخذنا كل ضالّ أو غاوٍ أو مبتدع خلف لفظ شرعي، لا يريد منه إلا ما يخدم بدعته وضلاله.

إن كل الألفاظ الشرعية كالعبادة والطاعة والاستقامة والإحسان ولُزُوم الصراط المُستقيم، ونحو ذلك من الأسماء مقصُودُها واحدٌ هو طاعة الله ورسوله، طلبًا لرضا الله سبحانه واتباع شرعه، ولها أصلان: أحدُهُما: ألا يُعبد إلا اللهُ، والثاني: أن يُعبد بما أمر وشرع، لا بغير ذلك من البدع، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، وقال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112]، وقال تعالى: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125].

فالعملُ الصالحُ هُو الإحسانُ، وهُو فعلُ الحسنات، "والحسناتُ" هي ما أحبهُ اللهُ ورسُولُهُ، وهُو ما أُمر به أمر إيجابٍ أو استحبابٍ، فما كان من البدع في الدين التي ليست مشرُوعةً فإن الله لا يُحبها ولا رسُولُهُ، فلا تكُونُ من الحسنات ولا من العمل الصالح، كما أن من يعملُ ما لا يجُوزُ كالفواحش، والظلم ليس من الحسنات، ولا من العمل الصالح.

وأما قولُهُ: {وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} وقولُهُ: {أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ} فهُو إخلاصُ الدين له وحدهُ، وكان عُمرُ بنُ الخطاب يقُولُ: اللهُم اجعل عملي كُلهُ صالحًا واجعلهُ لوجهك خالصًا، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئًا، وقال الفُضيلُ بنُ عياضٍ في قوله: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: 2]، قال: أخلصُهُ وأصوبُهُ، قالُوا: يا أبا علي ما أخلصُهُ وأصوبُهُ؟ قال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكُن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكُن خالصًا لم يُقبل، حتى يكُون خالصًا صوابًا، والخالصُ أن يكُون لله، والصوابُ أن يكُون على السنة.

وأسأل الله الكريم أن يأخذ بنواصينا إليه أخذ الكرام عليه، وأن يهدينا ويهدي بنا، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويجنبنا طرق الغواية والضلالة، وأن يحسن لنا الختام أجمعين.

منقول..... موقع الصوفية
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات